التشاؤم عنوان المجتمعات الفاشلة

لعلك أيها القارئ في يوم من الأيام طرحت أحد أفكارك الإيجابية على أحد
زملائك، ففوجئت بردة فعله البائسة المليئة بالتشاؤم على أفكارك، وسرعان ما
يحولك من حماسك وإيجابيتك لشخص فاتر وسلبي؛ فالتشاؤم مثله مثل أي سلوك سلبي
يجعلك تقتنع به بسهولة فالنماذج الفاشلة حولك كثيرة، على عكس السلوكيات
الإيجابية التي تحتاج إلى نماذج ناجحة أمامك تثبت لك أنك ومجتمعك على خطأ
تماماً.
التشاؤم سلوك سلبي يؤدي إلى النظر بقصور شديد إلى الواقع المَعيش،
فيجعلك ترى الشئ على غير حقيقته، فهو الوهم الذي يحول اللاشئ إلى حقيقة
ماثلة لا شك فيها، وبالتالي يؤدي في النهاية إلى رؤيا مجتمعية وهمية للواقع
والحياة كما هو حال مجتمعاتنا العربية السلبية المتشائمة.
إن للتشاؤم أسباب عديدة سببت وجوده، فهو سلوك بشري سببته عوامل وظروف معينة، وسوف نسرد أسباب التشاؤم في أسفل هذه الفقرة.
أسباب التشاؤم:
- الانتقادات والتهكم الذي ربما يتعرض له الفرد من محيط أسرته أو عمله أو أقاربه أو أصدقائه أو مجتمعه.
- ضعف الثقة بالنفس والانسياق السريع خلف المؤثرات والانفعالات الوجدانية والعاطفية بدون إعمال العقل.
- تركيز الانسان على مناطق الضعف لدية ومن ثم تضخيمها حتى تصبح شغله الشاغل.
- الانطواء على النفس والبعد عن المشاركات الاجتماعية الإيجابية والتدريب على التفاعل الاجتماعي.
- عقد المقارنات بين الفرد وبين غيره من الذين يتفوقون عليه مع تجاهله لمواطن القوة والتميز لديه.
- المواقف السلبية المغروسة في الفرد منذ صغره عن طريق الأسرة والمجتمع.
- الفراغ وكفى به داء، وكما يُقال نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر.
- تضخيم الاشياء فوق حجمها وعدم تفهم المواقف بعقلانية وهدوء.
- اتخاذ اصدقاء سلبيين في أفكارهم ونظرتهم، وكما يُقال “الصاحب ساحب” حتى في الأفكر والآراء والتوجهات.
- مشاهدة البرامج أو الأفلام أو قراءة مقالات تحمل طابعاً سلبياً، فإن لذلك أكبر الأثر على الرؤية الفكرية للفرد والمجتمع.
عندما نتأمل في أسباب التشاؤم في الفقرة السابقة نجد دليلاً قاطعاً أن
التشاؤم هو سلوك سلبي، وهو أيضاً العنوان الأبرز الذي اتخذته المجتمعات
الفاشلة رمزاً لها، فالمجتمع الفاشل فاقد للإبداع وفاقد للثقافة والفكر
وبالتالي يعوض هذا الفقدان العقلي بجانب عاطفي أحمق يُمثّله ويُمثّل كل
آرائه ومعتقداته، وتكون النتيجة في النهاية مجتمع تائه في ظلام جهله
وانحطاط ثقافته.
لكن قد يسأل أحد السائلين ويقول: “هل هناك حل لهذا السلوك اللعين؟ هل
هناك حل للتشاؤم؟”، وسأُجيب على هذا السؤال قائلاً: “بالطبع يا صديقي هناك
حل للتشاؤم، فما من مشكلة إلّا ولها حل”، وسوف أضع الحل لحضراتكم في الفقرة
التالية.
حل المشكلة:
لكي تتخلص من التشاؤم عليك باتباع هذه الخطوات:
- الثقة بالنفس أولى خطوات التخلص من التفكير السلبي، تأمل ذاتك جيداً ستجد الكثير من المواهب والقدرات التي حباك الله إياها، ولا تعطي أي اهتمام لدعاة التشاؤم في هذا المجتمع فهم حفنة من الفاشلين الذين يريدون جَرًّك في طريقهم.
- الهدوء والاسترخاء أمر ضروري ومهم لاستعادة التوازن النفسي والذهني والعاطفي، وبالتالي كُن هادئاً وفكر بعقلك أكثر من عاطفتك، واجعل عاطفتك فقط مصدر حماستك وإصرارك على تحقيق طموحاتك.
- لابد من وجود أهداف سامية علمية وعملية تسعى وتجد للوصول إليها فالفراغ خير صديق لكل ما هو سلبي، وهذا ما وضحته في مقالتي السابقة.
- خالط الاشخاص الايجابيين وتعلم منهم وتفاعل معهم.
- إياك والانطواء على الذات فالعزلة أحيانا مرتع خصب للأفكار السلبية.
- لاتركز على عيوبك، امسك ورقة وقلماً واكتب نقاط القوة لديك حتماً ستتغير نظرتك، وتترتب طموحاتك على هيئة أهداف واضحة ومرتبة.
كانت هذه بعض الحلول لمشكلة مجتمعنا (التشاؤم)، وفي الواقع أنت تستطيع
التغلب على التشاؤم والسلبية بداخلك فأنت أقوى من التشاؤم وأقوى من
السلبية، المهم فقط أن تُهمل كل الأشخاص السلبيين في المجتمع وتذكر دائماً
أن التشاؤم هو عنوان المجتمعات الفاشلة، فلو وجدت التشاؤم في مجتمعك فاعلم
أنه مجتمع فاشل فلا تسير معه في طريق هلاكه، بل انفصل عنه بوجدانك وكن نفسك
أنت فقط، وانقل طموحاتك إلى نفسك وكن إيجابياً في حياتك وسوف تصنع
المعجزات.
أتمنى أن يكون مقالي أعجبكم، وإلى اللقاء مع مقالات إيجابية جديدة.
تعليقات
إرسال تعليق